الندوة العلمية الدولية بفاس حول:
الشرعية الروحية للمملكة المغربية:
النسب الشريف في كنف إمارة المؤمنين”
تجديدا للبيعة الروحية وتكريسا لإشعاع إمارة المؤمنين 
إعداد الدكتور الشريف محمد أمين الحسني
فاس – 21 يونيو 2025
- في غمرة احتفالات الشعب المغربي قاطبةً بالذكرى السادسة والعشرين لعيد العرش المجيد، ذكرى تربع مولانا أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله على عرش أسلافه المنعمين.
- وفي ظل تجليات البيعة الشرعية التي تربط العرش العلوي المجيد بأمةٍ طالما وُصفت بأنها أمة الوفاء والبيعة والولاء والإخلاص.
- احتضنت الحاضرة الإدريسية مدينة فاس العاصمة العلمية والروحية للمملكة المغربية الشريفة، مساء يومه السبت 21 يونيو 2025، ندوة علمية وطنية تحت عنوان:
“حرص ملوك الدولة العلوية على صيانة النسب النبوي الشريف :
بين الهوية التاريخية والشرعية الروحية لإمارة المؤمنين“
وقد جاءت هذه الندوة المباركة بتنسيق دقيق وإعداد حكيم وتنظيم محكم من لدن الشريف الدكتور سيدي محمد أمين الحسني، أحد أركان المدرسة الشرعية المعاصرة، وعضو الأكاديمية الدولية لعلماء الوسطية، وعضو نقابة السادة الأشراف الدولية، تحت إشراف نقابة الشرفاء العلويين، وبمرافقة جمعية التسامح والتعايش للإنسان الإفريقي، حيث ينهض الجميع برسالة علمية وروحية أصيلة في إشعاع إمارة المؤمنين، وتراث آل البيت النبوي الطاهر، حاملين على عاتقهم أمانة صيانة الشرعية الروحية وتجديدها في ظل المملكة المغربية الشريفة.
إمارة المؤمنين: عقيدة الأمة وسندها الروحي
ان اختيار موضوع النسب النبوي الشريف وتأصيل امارة المؤمنين منه وفيه هو استحضار لجوهر بنيان الدولة المغربية منذ أن أسست على قاعدة النسب النبوي الشريف، حين اختارت الأمة كون الإمامة في نسل سيدنا محمد ﷺ، منذ 13 قرن وجعلت من الإمارة الشرعية امتدادًا لنور النبوة في هدايتها وعدالتها وربانيتها.
وقد أكد الدكتور الشريف محمد أمين الحسني في محاضرته القيمة، أن صيانة هذا النسب الطاهر إنما هي في صميم المشروع الملكي العلوي، إذ ظل ملوك الدولة العلوية الشريفة، من المولى الرشيد إلى جلالة الملك محمد السادس أعز الله أمره، يرون في حماية هذا النسب واجبًا شرعيًا ووظيفة دينية، وأمانة سياسية، تحفظ ميثاق البيعة وتضمن للأمة المغربية صلتها المستمرة بآل بيت النبي ﷺ.
الشريف الحسني: حامل الأمانة وناطق باسم السلالة
لقد بدا جليًا للحضور أن الدكتور الشريف محمد الحسني لم يكن مجرد منظم لهذا الحدث، بل كان قطب رحاه ومحرّكه الروحي والعلمي؛ فهو لا يُقدّم النسب النبوي الشريف كمجرد شجرة أنساب، بل كمشروع روحي وشرعي متكامل، يحفظ للأمة معناها ومرجعها، ويربط بين الإمامة والنبوة، بين النسب النبوي والرسالة المحمدية، وتلكم هي الصلة الوطيدة بين الأرض والسماء.
وقد توزعت كلمته حول ثلاث دوائر :
- دائرة الفهم المقاصدي للنسب الشريف: بوصفه أداة لتجديد العقد الديني والوطني، لا ترفًا ولا فخراً.
- دائرة المسؤولية الهادية لأشراف الأمة: “الوراثة بالخدمة لا بالسيادة”، على حد تعبيره المميز.
- دائرة التكامل مع إمارة المؤمنين: إذ لا يمكن صيانة هذا النسب إلا تحت مظلة إمامة عادلة وشرعية متصلة به، وهو ما تجسده قيادة سيدنا أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس دام له النصر والتمكين.
أصوات علمية رفيعة في محراب فاس
لقد شارك في هذه الندوة نخبة من أهل العلم والفضل، نخص بالذكر منهم:
- نقيب السادة الأشراف العلويين، فضيلة النقيب الشريف مولاي عبد الناصر المالكي العلوي، الذي خاطب الصحافة بكلمة حول وجوب التأصيل العلمي والاهتمام بالترتث المعرفي الملكي في زمن الرقميات والذكاء الاصطناعي.
- الأستاذ الدكتور الشريف حمزة الكتاني من العاصمة رباط الفتح، رئيس قسم التصوف بجامعة باشن الأمريكية.
- https://youtu.be/tIxeu4dTzYE
- الذي أضاء على العناية الامامية والملكية للسلالات المغربية الحاكمة بصيانة النسب من خلال مؤسسات الدولة والعلماء والقضاة والنقباء { دور مؤسسات الدولة والعلماء والقضاة في حماية مقام النسب النبوي الشريف }.
- الأستاذ الدكتور الحسن الأزهري من مدينة إفران أستاذ بجامعة الأخوين، رئيس جمعية بني أمغار للتراث والثقافة، الذي قام بمحاضرة علمية دقيقة وتاريخية عرض من خلالها وثائق شرعية نادرة ومخطوطات سلطانية تؤرخ لسجلات النسب الشريف واعتمادها السلطاني والإداري.
- الأستاذة سليمة البقالي، من جامعة سيدي محمد بن عبد الله التي ربطت بين الدبلوماسية الدينية المغربية والنسب الشريف، في امتداده الإفريقي والدولي.
- السيد محمد الحناوي القري، المستشار الجماعي ورئيس جمعية التسامح والتعايش للإنسان الافريقي , الذي خاطب الصحافة حول أهمية الاحتفاء بعيد العرش المجيد وحقيقة المكانة النسبية النبوية التي تحظى بها السلالة الملكية في قلوب المغاربة.
- السيد الحاج مولاي حفيظ الحافيظي العلوي من أعيان مدينة مكناس، رئيس المنتدى المغربي الافريقي للتعاون الدولي حول موضوع بيان دور ملوك الدولة العلوية في حماية مقام النسب النبوي من الطعن والتزييف.
- السيد الحاج محمد بنيس، شيخ المادحين بفاس، رئيس جمعية الإمام البوصيري للمديح في مجموعة وافرة من المادحين من زاوية سيدي قاسم بن رحمون، الذين أتحفوا الحضور بوصلات ذكر ربانية أضفت الروحانية على أجواء الندوة العلمية الوطنية بمناسبة عيد العرش المجيد.
تكريم علمي راقٍ للدكتورة صالحة يعقوب
في مشهد مشرق من مشاهد الانفتاح العلمي المغربي على العالم الإسلامي، استضافت الندوة ضيفة الشرف الأستاذة الدكتورة صالحة يعقوب، المحققة البارزة في أنساب الأنبياء، عن الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا.
وقد ألقت مداخلة علمية دقيقة، جمعت فيها بين التحقيق الأكاديمي والخبرة الشرعية، بعنوان:
” نسب الأنبياء من بني شيث بن آدم إلى آل البيت المحمدي الشريف بفاس التاريخية“
وكان لحضورها الكريم وقع خاص في نفوس الحضور، تقديرًا لتواضعها العلمي وروحها الراقية، حيث نوه الدكتور الحسني بمكانتها ضمن المحققين، واعتبرها من الأصوات النسائية الراقية التي تخدم النسب النبوي الشريف بعلم وتحقيق وتقوى كما ذكرت بدورها معرفتها السابقة به لدى تواجده ضيفا مكرما بدولة ماليزيا. .
مشروع أمة… لا مجرد ندوة
لقد خلصت هذه الندوة إلى أن الحديث عن النسب الشريف ليس رجوعًا إلى الماضي فحسب، بل هو تثبيت لبوصلة الأمة في زمن التحوّل والارتباك المفاهيمي، فالشباب اليوم، كما قال الدكتور الحسني، لا يبحث فقط عن المعلومة، بل عن المعنى، والانتماء، والقدوة، وهنا يقدم المغرب من خلال إمارة المؤمنين، وعلماء السلالة المحمدية، نموذجًا فريدًا يُوازن بين الأصالة والتجديد، بين السند العلمي والسند النبوي.
الختام: برقية ولاء ودعاء
واختُتمت الندوة برفع برقية ولاء وإخلاص إلى المقام العالي بالله، جلالة الملك محمد السادس نصره الله، مقرونةً بأدعية الخيرات، أن يقر الله عين جلالته بولي عهده المحبوب صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، وصنوه الرشيد الأكير مولاي رشيد، وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة، وأن يُديم على المملكة المغربية نعمة الأمن والأمان والسلام، وعلى إمارة المؤمنين شرف الريادة والوصال الروحي المبارك.
وحرر بمدينة فاس الحاضرة الإدريسية.
يومه السبت في 21 يونيو 2025.
والله ولي التوفيق والسداد والرشاد.