- تفعيلا لآليات الدبلوماسية الموازية في بعدها الروحي.
- وتكريسا لانفتاحه الأكاديمي على أقطاب وشيوخ الدعوة الإسلامية عبر العالم.
قام فضيلة الشيخ محمد عمران عطاري رئيس مجلس الشورى للدعوة الإسلامية على رأس وفد هام، بزيارة وُدٍّ ومُجاملة لأخيه د. محمد الحسني بمدينة فاس العاصمة الروحية للمملكة المغربية الشريفة.
يقع مقر مجلس الشورى للدعوة الإسلامية في دولة باكستان الشقيقة، والتي بحسب ما أكده د. السيد محمد الحسني عضو الأكاديمية الدولية لعلماء الوسطية أحد رواد الدبلوماسية الروحية الموازية الذي استضافهم، أن مجلس الشورى لديه حوالي 102 إدارة مختصة تنشط على مستوى 195 دولة، وتشرف فيها على أكثر من 8000 جامعة ومؤسسة ومعهد لتكوين للعلماء والدعاة. زيارة الشيخ محمد عمران العطاري لمدينة فاس الحاضرة الإدريسية التي امتدت على مدى يومي الخميس والجمعة 15 و16 ماي 2025، على رأس وفد هام ضَمَّ نخبة من الأساتذة الباكستانيين والبريطانيين والفرنسيين، عبروا خلال هذه الزيارة عن اعتزازهم الكبير وتقديرهم الأكبر للنموذج المغربي في مجال تكريس الأمن الروحي والاستقرار الديني.
على اعتبار أن المملكة المغربية الشريفة بفضل الرؤية الملكية السديدة، والحكمة المتبصرة، والقيادة الرشيدة المستشرفة لمولانا أمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفه الله تعالى بكريم رعايته، لا تزال رائدة إقيميا وقاريا في مجال تثمين الوسطية والاعتدال المستوحاة من المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية وتصوف الجنيد، ونبذ جميع أشكال العنف والتطرف والحقد والكراهية والتمييز العنصري.
ولعل النموذج المغربي الأمثل من حيث تعزيز الأمن الروحي وتكريس الاستقرار الديني أضحى مؤشرا تشبث المغاربة بإمارة المؤمنين كمؤسسة دينية مواطِنَةٍ ضامنة لهما وصمامة أمان.
كما تم خلال هذا الحدث إبراز سمعة المملكة المغربية وقوتها الناعمة في المجالين العلمي والروحي، إذ لا يقتصر إشعاعها الدولي على دول الجوار المباشر بكل من افريقيا وأوروبا فحسب، بل هو محط آمال وأنظار كبار دعاة دول قارة آسيا كذلك.
جوهرية الأمن الروحي في الحفاظ على السلم الدولي
خلال هذه الزيارة تبادل أعضاء الوفد الباكستاني مع نظيره المغربي مناقشات قضايا جوهرية تتعلق بأهمية التعليم العالي المنفتح على الرقميات والذكاء اللاصطناعي، والمحافظ على الأخلاق الحميدة في مواجهة التحديات الحديثة التي عرفتها الأمة الإسلامية وسائر البشرية، بما يمثله الاستقرار المذهبي والعقائدي من أهمية كبيرة في الحفاظ على الأمن الروحي من سائر القراءات والتصرفات المُنحرفة.
خلال المجلس، قدّم د. السيد محمد أمين أوراج الحسني هدايا خاصة للشيخ محمد عمران العطاري، ثم أقيمت مأدبة عشاء على شرف أعضاء الوفد المرافق له، حضرها ثلة من أعيان مدينة فاس والرباط، ونخص بالذكر منهم:
السادة الأجلاء شرفاء مولاي ادريس الأكبر برئاسة سيدي منير الإدريسي الشبيهي، والأستاذ الدكتور حمزة الكتاني (جامعة باشن الأمريكية)، الأستاذ الدكتور الحسين الكتاني (جامعة الأخوين)، والأستاذ الدكتور خالد التوزاني (جامعة مولاي إسماعيل) والشيخ محمد صبري في غيرهم من العلماء وممثلي الزوايا المغربية منهم التيجانية والوزانية والدرقاوية والصقلية والقادرية.
بالإضافة إلى أعضاء مجلس السالكين السعيد بنعمر وعبد العلي التوزاني ومحمد مجبر، ورئيس مؤسسة مغرب التراث الأستاذ عز العرب العمراني، والمستشار بمقاطعة فاس المدينة الفاعل الجمعوي محمد الحناوي رئيس جمعية التسامح والتعايش للإنسان الافريقي، مرفوقا بعضو مكتب الجمعية المستثمر السياحي محمد السلاوي، إلى جانب مجموعة من الذاكرين على رأسهم شيخ المادحين الحاج محمد بنيس.
تخللت زيارة رئيس مجلس الشوري للدعوة الاسلامية والوفد المرافق له، تلاوة أذكار وامداح لخير البرية سيدنا محمد ﷺ المبعوث رحمة للعالمين، سادتها أجواء من التأمل الروحي والأخوة والمحبة والوئام.اختتمها السادة العلماء بالدعاء لسيدنا المنصور بالله، مولانا أمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله تعالى بما حفظ به الذكر الحكيم والسبع المثاني والقرآن العظيم وأبقاه المولى جل وعلا ذُخرا وملاذا لشعبه الوفي وللأمة الاسلامية جمعاء، وأقر عين جلالته بولي عهده المحبوب صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولاي الحسن، وبصنوه الأمير السعيد المولى الرشيد وسائر أفراد الأسرة العلوية الملكية الشريفة إنه سميع مجيب.
دور إمارة المؤمنين في تعزيز الرُّقي الحضاري والأخلاقي للأمة الإسلامية عبر العالم
هذه الزيارة المتميّزة، لم تكن مجرد لقاءات علمية دبلوماسية دعوية فحسب، بل جسّدت حقيقة القيم الانسانية التي تعتبر إلهاما للملايين من المُحبين، إذ يكرّس الرجلان جهودهما لنشر مبادئ الحكمة والمعرفة والتعايش، وأهمية الحفاظ على التراث الروحي لتعزيز السلام. وبذلك تستفيد المجتمعات عبر القارات من مبادئ الدبلوماسية الروحية التي يدعو إليها السيد محمد الحسني.
يُظهر هذا اللقاء أن الدبلوماسية الرشيدة تكمن في بناء الجسور بتعزيز الحوار وتكريس روح الأخوة الانسانية في زمن يعاني فيه العالم من ويلات الصراعات العقدية.
إن روح التكامل بين الترتيبات الدولية للشيخ عمران العطاري ود. السيد محمد الحسني هي تذكير بأن العمل الصالح بإيمان ومعرفة وانفتاح سيجلب الخير والبركة والازدهار لسائر الانسانية، ويسهم في تحقيق السلم والسلام والأمن والأمان في جميع أنحاء العالم.